يامــــه مصـــــر

مصر يامه يابهيه..

يا أم طرحة وجلابية

الزمن شاب وأنت شابه

هوه رايح وأنت جاية

وقال أيضا

والله إن سعدني زماني لاسكنك يا مصر

وابني لي فيكي جنينة فوق الجنينة قصر

وابعت منادي ينادي كل يوم العصر

دي مصر جنة هنية للي يسكنها

واللي بني مصر كان في الأصل حلواني

وهو الذي قال أيضا

بحبك بحبك بحبك يا مصر

مسايا وصباحي بسبح بحبك

وحبك شفايا وجراحي يا مصر

ولو يحبسوني ولو يشنقوني

ولو فكروا بالعذاب يبعدوني،

حاقرب وأقرب، ومش ممكن أهرب

وتنزل دموعي علي خدودي تشرب

تلاقي الرموش والخدود والمباسم

مراسم وصورتك عليهم يا مصر

وقال أيضا في أعقاب حرب أكتوبر

دولا مين ودولا مين

دولا ولاد الفلاحين..

دولا مين ودولامين

دولا عساكر مصريين

هذه بعض من كلمات الفاجومي أحمد فؤاد نجم الذي جمعنا به هذا الحوار في لحظة من عمر مصر لحظة ملتبسة ومبهمة، تستعصي علي استشراف المستقبل فهو غامض ومبهم ومخيف، كلمات نجم في هذا الحوار كانت خليطاً بين التشاوم والتفاؤل لم تحدد سوي بر واحد يمكننا التطلع إليه والتعويل عليه هذا لم يتمثل سوي في كلمة سر واحدة انتهي الحوار إليها كخلاص أخير ولكن ربما يطول انتظاره وهذه الكلمة هي الشعب والناس ورسوخ مصر، وبنفس التلقائية التي تفرضها الحالة المزاجية العالية كان الحوار أو بالأصح الدردشة.

- تحت الضغط اليومي الذي يعيشه المواطن المصري من قهر لامتهان كرامة لموجات غلاء متعاقبة وغياب انضباط وتراجع مستوي معيشة ومؤسسات متحللة، ونهب لثروات وطنه، وغير ذلك كثير نجد أن عقماً ثورياً أصاب نخاع هذا المواطن فأصبح سلبياً، ومنزوع المقاومة ماذا حدث لهذا المواطن؟

هل هو راض عن الحالة التي وصلت إليها مصر؟!

-- لا تقل الحالة التي وصلت إليها مصر ولكن قل الحالة التي وصل إليها العالم العربي فأنا لازلت أؤكد أن مصر هي قلب العرب لأن مصر حينما تقع يقع كل العرب، شوف العراقيين بيحصل لهم إيه والفلسطينيين بيحصل لهم إيه واللبنانيين والسودانيين وهلم جرا ستجد كل هذا تفاصيل لعنوان كبير هو غياب مصر، لأنها غير موجودة.

- ومن وراء غياب مصر، ومنذ متي بدأ هذا الغياب لدورها وحضورها؟

-- بدأ من عند السادات وتأكد في عهد حسني مبارك، حتي أن مصر الآن أصبحت بحجم حسني مبارك، والسادات ومبارك هما اللذان غيبا مصر، وفي عهد عبدالناصر كانت بحجم عبدالناصر، وكما تكونوا يول عليكم وما نحن فيه نهاية مرحلة، والنظام العربي كله موجود وشغال بالقصور الذاتي لأنه لا يوجد من يطيح بهذه الأنظمة والرئيس مبارك يعرف أن الشعب لا يحبه بل إن يقيني أنه يكره الشعب المصري لأن من يحب شعبه لا يفعل به هذا ولا يوصله إلي هذه الحالة.

- محمد علي باشا تنازل عن الحكم لابنه إبراهيم باشا من بعد مشورة، وقال إنه لا يستطيع تحمل مسئولية 3 ملايين مصري، ألا يراود هذا الهاجس الرئيس مبارك وقد شارف علي الثمانين، وأصبحت المسئولية عن ثمانين مليون مصري ثقيلة هل تتصور أنه لازال قادراً علي تحمل هذه المسئولية؟

-- حسني مبارك ليس محمد علي رحمة الله عليه ومحمد علي صاحب مشروع نهضة كبير نهض بمصر من الحضيض إلي مصاف الندية مع أوروبا بل والباب العالي الذي كان يتبعه، وأسس لنهضة تعليمية وكان أول من أنشأ الكليات ونظام الري وأدخل القطن إلي مصر وأسس للطباعة والصحافة والطب وأسس الجيش المصري وأحدث ثورة تصنيعية، وبني القناطر أنا سألت مهندسين زراعيين عن هذه القناطر فقالوا لي إنها ثورة زراعية وثورة في نظام الري وجعل من مصر دولة قوية ولم ينهزم في معركة لولا تكالب وتكاتف أوروبا عليه لضربه.

- لكن علي الرغم من تفرد شخصية إبراهيم باشا ابن محمد علي، فإن حاشية محمد علي، بل والشعب المصري آنذاك رحب بالتوريث ولم يعترض؟

-- نعم ولماذا لا يرحب الشعب بذلك التوريث، أولاً لأن هذا آنذاك كان نظاماً متعارفاً عليه في تداول وانتقال السلطة فضلاً عما إذا تأملنا من كان الوريث حينها.. إنه إبراهيم باشا ومن يكون إبراهيم باشا إنه الذي قاد جيشه من نصر إلي نصر وأحب الشعب المصري وأحبه الشعب حتي إنه حين مات حزن عليه الشعب، إنه أيضا إبراهيم باشا قائد الجيش المصري القوي الذي أرعب أوروبا والاستانة وتآمرت عليه أوروبا في نفارين، يعني التوريث هنا منطقي لأن أنظمة الحكم كانت كده وأيضا.. فإن إبراهيم باشا كان خير خلف لخير سلف، لكن احنا في نظام جمهوري والتوريث يتعارض مع النظام الجمهوري.

- ولو افترضنا أن لدي جمال مبارك مؤهلات وخبرات تؤهله لحكم مصر؟

-- ما ينفعش لأن الناس مش بتحبه ومش بتحب حسني مبارك وما ينفعش يحملوا الشاب الغلبان ده كل خطايا هذا النظام لأنهم بذلك سيدمرون مصر، وجمال مبارك لو قبل التوريث فإن هذا لن يكون قراراً ذكياً.

- كيف تفسر مبادرة الرئيس حسني مبارك بتعديل المادة 76 المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة بعد 25 سنة من حكمه؟

-- أنا اللي باسألك ومين قام بالتعديل مين الفقهاء الدستوريين، مش بتوع النظام، إذا لم يعدل الدستور فقيه أو فقهاء دستوريين بحجم عبدالرازق باشا السنهوري وإذا اقتصر الأمر علي الاستعانة بترزية الدستور فإن هذا ليس تعديلاً، ده دستور أمة ولا يحق لحسني مبارك ولا ترزية القوانين أن يتلاعبوا بالدستور والأمة معاً يعني إيه تشكيل عصابي اسمه الحكومة تقرر مستقبل أمة وتتلاعب بدستور هذه الأمة وفق مصالحها.

- الحكومة أيضاً لا تعجبك، دي حكومة ديجيتال، وارد أمريكا وخريجة لجنة السياسات؟!

-- مين أحمد نظيف ده!.. جابوه منين! دول أكيد طلعوا الوزارة دي من المخازن يعني فجأة يشيلوا عمرو موسي ويجيبوا واحد بداله طالع من المخازن، أنا ما أعرفش دول جايين منين، دول غالباً جايين من أوروبا أو أمريكا مستوردين يعني، لا همه يعرفوا حاجة عننا ولا احنا نعرف عنهم حاجة!

احنا أصحاب البلد دي وحانفضل قاعدين فيها علي طول مش حانمشي واللي بيحكمنا لازم يبقوا مننا.

- أنت بتقول تعديل إيه ودستور إيه وبمجرد أن تم التعديل الفاشل الأول لمادة 67 وجدناك تعلن عن خوضك المعركة، ورشحت نفسك للرئاسة؟

-- كنت بشاغب، والمفروض أن يزكيني 250 عضواً في مجلس الشعب، ومجلس الشعب فيه 440 عضوا منهم 430 عضواً عايزين رقبتي، حايزكوني ازاي بقي!

- في ظل هذه الأوضاع المتردية وذلك الغياب والتراجع والتبعية التي تعيشها مصر، والحكم البوليسي للبلد، واستمرار قانون الطوارئ، ومسلسل النهب والفساد وبيع الدولة وتغييب الشعب عن المشاركة بالرأي في قرارات النظام، وصمت الشارع أين النخبة؟

-- لا تعول علي المثقفين ولا النخبة لأنهم دخلوا الحظيرة، ما أنت عارف النخبة فين.. النخبة بقوا موظفين في الحكومة.

- ماذا لو وجدنا مصر فجأة بلا رئيس كيف تتوقع الأمور؟

-- ما أقدرش أتصور، لكنني لا أخاف لأن الموقف ده حصل في مصر أكثر من ستين مرة في خمسة آلاف سنة ومصر فضلت مصر الراسخة، والحياة لا تتوقف برحيل واحد أو حتي نجله طب ما أنت فاكر حكاية شجرة الدر الجارية اللي حكمت مصر من وراء ستار والملك الصالح مات ومصر انتصرت علي الفرنسيين في المنصورة وغير كده كثير لأن كلمة السر في مصر مش في الحكام مصر دايماً راسخة.

- راسخة بإيه؟

-- بجذورها.. أولئك الفلاحين الملتصقين بهذه الأرض، اللي ما يهربوش وما بيخلصوش من يوم ما وعي علي الزراعة وبياخد بالكرباج علي ضهره وبيطلع من الأرض الخضرة والميه والمواويل.. طيب تعمل فيه ده إيه؟! وأنا ضعيف قدام مصر دي قوي ما قدرش أسيبها مهما حصل.

- ياللي فتحت البتاع فتحك علي مقفول.. تبدو هذه القصيدة أشبه بتوقع لمقتل السادات ما ظروفها؟

-- كنت وقتها في المعتقل، وفي أعقاب حملة الاعتقالات والفصل التي طالت الجميع راهنت أحد الضباط علي ما سيحدث للسادات بل اتراهنت علي يوم موته، فقال لي الضابط والنبي يا خويا احنا مش عايزين أمنياتك الشخصية وكان اسمه يسري فأصررت علي الرهان وكان ذلك قبل مقتله بشهر واحد، وراهنته علي عشرة جنيه، وفي يوم العرض العسكري جلست أمام الزنزانة ومعي الراديو الترانزستور وإذ بصوت الإذاعي صبري سلامة يصيح قائلاً: الفانتوم.. مفاجأة العرض وهناك مفاجأة أخري قلت يارب وفجأة سمعت طلقات رصاص

وسمعت صوته وهو يقول: إيه ده مش معقول وظل صبري سلامة يصيح: خونة خونة.. وجريت علي الزنازين وحولنا اليوم إلي مظاهرة شعرية ارتعدت لها فرائص ضباط السجن.

- ألم يكن مقتل السادات نتيجة لتوحش الجماعات الإسلامية التي استقوي بها في ضرب اليسار؟ أي أن من قتلوه هم صنيعته؟

-- كان فيه راجل اسمه محمد عثمان إسماعيل كان يسلح هذه الجماعات داخل الجامعة بمطاوي قرن غزال وزجاجات مية نار وقد جاءني في القلعة محمود أبو وافية من لجنة تقصي الحقائق، فقلت له يعني البلد دي فيها برلمان يعني زغرد! فقال لي احنا جايين نشوفك تعبان من إيه! فقلت له أنت بتشوف الرئيس السادات؟ قال نعم قلت له عايزك تبلغه رسالة، قال بس مش شتيمة قلت لا أقوله إن البلطجية اللي سلحتهم عشان يضربوا بنات مصر بالمطوة قرن الغزال بكره حايضربوك بالرشاشات.

- أليست هناك أي حسنة تحسبها للسادات؟ علي الأقل حرب أكتوبر مثلاً أنه كان صاحب المبادرة وقرار الحرب المباغت؟

-- ولا حسنة، وحرب أكتوبر ليست حرب السادات، إنما هي حرب الضباط والجنود من أبناء الفلاحين، حرب أكتوبر هي إنجاز قواتنا المسلحة وليست إنجاز السادات، وعشان كده أنا لما غنيت للحرب قلت: دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين، وكتبت ضليلة فوق رأس الشهيد وكتبت منشور وطني رقم 1 أنا سميت بنتي نوارة الانتصار وده تفكير صافيناز كاظم، وفيه واحد في باب الشعرية سمي ابنه سام 6 شوف الجمال.. قزح الولاد قزحت قلوب الناس وراهم .. اسم النبي يحرس خُطاهم من خَطاهم.. رنوا الخواجه البربري علقة معلم عبقري.. وارتد جيش المفتري، وعيالنا نار تلحس قفاهم.. دول ولادنا.

-علي حد ما أذكر أن أغنية دولا مين تم تلحينها حوالي أربع مرات؟

-- لا خمس مرات مرة منهم الشيخ إمام ومرة كمال الطويل ومرة جعفر حسن ومرة فرقة روز اليوسف ولحن في الأرض المحتلة وكان حظها واسع.

- هل تذكر ملابسات لقائك بالشيخ إمام؟ أنا أعرف أن أحد أماكن التقائكم كان في بيت سعد الموجي والد الأديبة سحر الموجي وأنه كان سبباً في تعارفكما؟

-- سعد الموجي كان له فضل التعارف بيني وبين الشيخ إمام، الله يرحم سعد الموجي، لقد شيعنا جنازته الأسبوع الماضي لقد كان سعد الموجي هو شمس حوش قدم هو وأسرته وهو مثقف كبير ومترجم رائع وإنسان أروع وصوفي النزعة ومحب للناس والدنيا.. تعرف سعد الموجي بيفكرني بمين؟ بالزناتي خليفة الذي قال له صديقه سلامتك يا مولعين القاهرة يا خليفة، سعد الموجي ده كامل الأوصاف هو الذي عرفني بالشيخ إمام، واحتضن تجربتنا، وعشان كده اتعرض للأذي حتي في عمله.

- ما البلاد التي زرتها أنت والشيخ إمام لإحياء حفلات فيها؟

-- رحنا الجزائر وفرنسا، وأنا رحت لوحدي بعد كده عدن وسوريا ولبنان والمغرب.

- وكل بلد تسافر لها تتجوز منها؟

- وليه لا.. وعلي أي حال أنا اتجوزت واحدة من الجزائر فقط.

- وثلاثة في مصر؟

-- لا أربعة فاطمة وصافيناز وعزة والترماي اللي معايا حالياً أم زينب.

- وليه كل الجوازات دي؟

-- عشان أنا باطلق كثير.

- ليه بتطلق كثير.. لأنهن لم يفهمن تركيبتك؟

-- ما هو أنا ماحدش يتحملني برضه ومفيش بني آدمة عاقلة تقدر تتحملني.

- في فترة طفولتك وصباك كنت نزيل نفس الملجأ الذي كان فيه عبدالحليم حافظ في فترة طفولته وصباه أيضاً ما الذي تذكره عن تلك الفترة وكيف تصف عبدالحليم أثناءها؟

-- بعدما مات أبويا.. وأخويا محمد كان في مدرسة ابتدائية وأنا كنت باروح كتاب، وجه خالي حسين وقدم لي في الملجأ وقال حاتقول إنك في مدرسة داخلية وليه أقول مدرسة داخلية؟ وماله الملجأ؟ المهم أنا رحت الملجأ، وجه بعدي بشهرين طفل نحيف جداً ورجليه كان فيها عيب.. لأنه كان فيه باب وقع عليها وهو صغير، وهو درس كلارنيت في الملجأ، وأنا لم أكن أميل وقتها لدراسة المزيكا أبداً وكان محمود أفندي حنفي رئيس الفرقة الوترية وهو عازف كمان بديع، وعبدالحليم كان في الفرقة النحاسية.. ومالناش أصحاب قوي، وكنا بنام جنب بعض هو رقم 49 وأنا رقم 59 سريرين جنب بعض في عنبر ج، وهذا لفترة طويلة وبعدين هو وقع من فوق الملجأ وشالوه إلي مستشفي الزقازيق الأميري وظهره مكسور ومن المستشفي هبط إلي القاهرة علي شقيقه إسماعيل شبانة الذي كان يعمل في معمل أدوية في مصر وأنفق عليه وعلمه وألحقه بالمعهد، واللي أنا فاكره إن عبدالحليم قعد في الملجأ عشر سنين، ولما خرج من الملجأ كان عنده حوالي 51 سنة وأنا تركت الملجأ في نفس السنة اللي تركه فيها عبدالحليم.

- علاقتك بالشعر متي بدأت؟

-- في قره ميدان كان قد حكم علي بثلاث سنوات سجن بتهمة التزوير، وفي هذه الفترة قرأت كثيراً جداً، ومنها اكتشفت أيضا أن لدي موهبة كتابة الشعر شجعني مدير السجن وكان أديب اسمه إبراهيم عزت أما المأمور سمير قلادة وكان روائي وكانوا عاملين مناخ ثقافي في السجن وعاملين مسرح وكانوا كل يوم أربع يقيمون ندوة ثقافية يختموها بقصايد أقولها وكانوا يسمونني شاعر السجن، ومرة سمير قلادة أعطاني صحيفة الأهرام ونبهني لإعلان منشور فيها للمجلس الأعلي للفنون والآداب اسمه الكتاب الأول، وعرض علي التقدم بديوان شعر للجنة المسئولة عن النشر فسألته ماذا أكتب قال لي اكتب اللي حواليك فكتبت أول دواويني صور من الحياة والسجن.

- هناك حكاية جمعت بينك وبين نجيب ساويرس وعادل حمودة وكان من ثمار هذه الحكاية كتابك أنا وعادل حمودة بقي ما هي تفاصيل هذه الحكاية؟

-- نجيب ساويرس مشكوراً أراد أن يرعي تكريماً لي، اقترحه شباب الأوبرا من المطربين بمناسبة عيد ميلادي السبعين ويغنوا أغاني من كلماتي فكلم نجيب ساويرس مصطفي ناجي وأنت عارف إن نجيب بيدعم الفن والثقافة والأوبرا وجابوا وحيد مخيمر ليخرج هذه السهرة.. وقعدوا يتلكعوا وبعدين لقيت مصطفي ناجي بيعتذر لي متعللاً باعتراض الأمن علي شخصي فعرض نجيب ساويرس إقامة التكريم في سينما الرينيسانس، عادل حمودة ماكدبش خبر وكتب مقالاً بعنوان الجياد لا تباع في السوبرماركت، كتب فيه أن نجيب ساويرس اشتراني وأنني دخلت بجلابية بارتي وحاجات كده، وأنا سكت بناء علي رغبة صديق في الأهرام العربي بمعني أنه لا يريدني أن اتلغمط في الوحل.. ثم قلت لازم أرد.

- كم مرة دخلت المعتقل في قضايا سياسية؟

-- كل القضايا اللي دخلت فيها المعتقل كانت قضايا سياسية باستثناء المرة الأولي.

- ما هي المعتقلات التي دخلتها؟

-- كلها تقريبا الاستئناف و سجن مصر و سجن طره وأبو زعبل وشبين الكوم و قره ميدان و القلعة.. مش كفاية دول.. حلوين دول .

- أكثر المرات التي دخلتها.

-- في عهد السادات.

- أي رئيس أحببته بعد ثورة يوليو؟

-- عبدالناصر.

- لماذا؟

-- لأنه مننا.. ولأن فيه حاجة مش موجودة فيهم، فيه شرفنا.. وحنيتنا. وكرامتنا.

- هل تذكر أشهر زملائك في السجن فمن تعرفت عليهم فيه.

-- أكثرهم تعرفت عليهم في أبوزعبل عام 1977 مثل نبيل الهلالي وإبراهيم عبدالحليم وزكي مراد وزهدي الرسام، وعبدالمنعم الغزالي وعبدالمنعم تليمة والسادات كان بيلم عاطل علي باطل.

- هل تعيش مصر غزواً اقتصادياً وثقافياً من ناحيتين الأولي من ناحية الجزيرة العربية والثانية من ناحية أمريكا؟

-- عشان كده أنا زعلان من إبراهيم باشا القائد عشان لما راح هناك وضرب الوهابيين ساب شوية منهم، وأنت قلقان ليه؟ اللي عايز ييجي ييجي بس يوكل الجعانين السعوديين مثلاً لو جم بييجوا بس يوكلوا الجعانين والأمريكان برضه، دا أفضل من إننا نشوف ناس بتدور علي حاجة تاكلها في صناديق الزبالة إن شالله ييجوا اليهود أي حد من دول أرحم من اللي عندنا.

- ومين المسئول عن هذا التراجع الذي أصاب مصر وجعلها مستهدفة طول الوقت في دورها ومكانتها وتاريخها؟

-- كلنا مسئولين، وهل الشعب يخون نفسه، الشعب مش ممكن يخون نفسه لكنه فقد الثقة في كل شيء في الحكومة والمعارضة والنخبة اللي مش بتنزل للناس في الشارع، وأصبحوا بيجروا علي لقمة عيشهم وعايز تضربهم علشان تنظمهم مش حايقول لا.

-مبروك يا عريسنا.. يا بوشنة ورنة يا وخدنا وراثة ..اطلب واتمني

وأدخل من جنة.. وأخرج علي جنة

مش فارقة معانا .. ولا هارية بدنا

ولا واجعة قلوبنا .. ولا فاقعة....

يا عريس الدولة.. افرح واتهني

ماحناش كارهين.. لكن هارشينك

حاتكمل دينك.. وتطلع ....!

ماذا لو جاء جمال مبارك للحكم ونجح سيناريو التوريث؟

-- أنا باحذرهم لأني لسه براهن علي الشعب المصري هذا الشعب اللي ما عاملش ثورة جماعية منذ سنة 1919 لكنه أكثر من مرة اغتال روساءه وهمّه حرين، وهمه اللي ماسكين البلد وبيعملوا اللي عايزينه ما هي دي أيامهم وأنا باسألك فيه رئيس يحكم شعبه 25 سنة لا شعبه يشوفه ولا هو يشوف شعبه ويعرف الناس بتنام فين وبتلاقي لقمة تاكلها ولا لأ؟

- مين بيحكم مصر الآن ياعم أحمد؟

-- قوللي أنت.. أنا اللي باسألك أنا مش عارف.

- النيويورك تايمز أجرت معك حواراً ما هي ملابسات إجراء الحوار وأين تم إجراؤه وماطبيعة الأسئلة؟

-- همه عملوا معايا حوار في مقر مجلس قيادة السطوح، وكانت الظروف زي دلوقت برضه، أما الأسئلة اللي سألوها فكانت زي الأسئلة اللي أنت هاري بدني بيها دي.

- أنت قمت بزيارة إلي لبنان وهناك التقيت حسن نصرالله احك لنا عن هذه الرحلة وعن لقائك به؟

-- رحت قبل الحرب، وهناك قابلت السيد حسن نصرالله وقابلت زياد الرحباني كمان، ورحت زيارة تانية بعد الحرب وقابلت زياد الرحباني فقط، والناس في لبنان هناك بيقولوا كلمة انتهت عندنا من بعد موت عبدالناصر، وهي كلمة الكرامة، وهناك يرون في حسن نصرالله امتداداً لعبدالناصر، وأنا قابلت حسن نصر الله وتكلمنا في أشياء كثيرة وهو رجل مثقف جداً وينطبق عليه وصف حلو المعاشرة ومن القضايا اللي اتكلمنا فيها القضية الفلسطينية وضرورة الحرب ضد إسرائيل والقضية اللبنانية وأذكر أنني أول مادخلت علي المربع الأمني بتاع حزب الله غموا عينيه والسواق كان بيعتذر لي برقة شديدة جداً فقلت له أنا ما عنديش مانع تكتفوني حتي، وأول العربية ماوقفت وشالوا العصابة من علي عيني وجدت حسن نصرالله أمامي، فاتحا لي ذراعيه مرحباً ترحيبا دافئاً وأذكر أنني لما قلت له إن معظم المتحمسين له هم أقباط مصر، ابتسم وقال هي دي مصر.

- امتي يتصلح حال مصر؟

-- لما ينصلح حالنا احنا كشعب؟

- احنا كشعب ولا احنا كنظام حاكم؟

-- النظام ده كام واحد، اثنين ثلاثة أربعة! عشرة! دول يلمهم اثنين مخبرين المخبرين.. في 15 مايو لموا الحكومة كلها اللي كانوا بيقولوا عليهم مراكز قوي.

- إيه حكاية البرامج التي تقدمها في دريم هي طلبت معاك أخيراً أن تقوم بدور المذيع؟

-- كان البرنامج الأول يعيش أهل بلدي والتاني اسمه حبابينا، وأنا مش مذيع إنما دي برامج دردشة وأنا باموت في الرغي والبرنامجين سمعوا كويس والحمدلله وعملنا حلقات عن سيد درويش وبديع خيري والشيخ رفعت وزكريا الحجاوي وبيرم التونسي وطلعت حرب وفؤاد حداد وصلاح جاهين وعبدالرحمن بدوي.

- وإيه حكاية التمثيل؟

-- أنا كنت مع صفاء أبوالسعود بنصور حلقة من برنامج ساعة صفا وكان محمد الحلو قاعد وهمه بيصالحونا علي بعض وعاكسته وقلت له أنت فاكر يعني المغني جاب الديب من ديله طب أنا أقدر أغني يا حلاوة الدنيا بتاعة بيرم والشيخ سيد وطلع عادل عوض وقال إن أول مرة أعرف إنك بتغني ياعم أحمد قلت له عبي شريط بقي فقال تعال اتفرج علي تصوير فيلم شباب ع الهوا، ورحت اتفرج فقالوا لي مثل معنا ومثلت